قواعد الترجيح عند الإمام الطاهر بن عاشور في كتابه كشف المغطى
Abstract
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فإن هذا البحث يتناول قواعد الترجيح عند الإمام الطاهر بن عاشور في كتابه "كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطأ" من أول الكتاب الى آخر كتاب الحج، وذلك باتباع المنهج الاستقرائي، والوصفي التحليلي، وتكمن اشكالية البحث: في كون بعض الفقهاء وشراح الحديث يذكرون الأقوال المختلفة في الفقه المستفاد من الحديث، دون ترجيح أو تعليل، ويكتفون بعرض الاقوال فقط، حتى كثرت الأقوال واختلط فيها الحق بالباطل، ومن هذا المنطلق وبكون الإمام الطاهر بن عاشور يُعد من الفقهاء الذين اهتموا بدلالة الحديث النبوي في ترجيحاتهم، فقد رأى الباحث إبراز هذه القواعد من خلال كتابه "كشف المغطى". ويهدف البحث الى بيان قواعد الترجيح عند الإمام الطاهر بن عاشور في هذا الكتاب، وبيان نوعها، ومدى موافقتها لمدلول الحديث، وقد قسمت خطة البحث الى مبحثين، وكل مبحث به مطلبين، وأهم النتائج التي وصل إليها الباحث: أن الإمام الطاهر-رحمه-الله يعتمد على الكثير من الوسائل والقواعد الترجيحية في الوصول للحكم، كالترجيح بالنص القرآني، والترجيح بالنص النبوي، ومن القواعد أيضا ما كان يعتمد فيها على النظر وإعمال العقل، كوجود المناسبة وعدمها، والترجيح بالقياس، والمقاصد، وسد الذرائع، وكذلك الترجيح بدلالة اللفظ في اللغة، وأيضا الترجيح بدلالة ترجمة الباب. وأن الإمام الطاهر–رحمه-الله يعتمد على مدلول الحديث في ترجيحاته الفقهية، وذلك في الغالب عليه، وأحيانا يخالف مدلول الحديث إذا لم يعضده النظر عنده، كما في مسألة رفع اليدين قبل الركوع وبعده.