الأسرة و التربية الدينية في ظل التعليم الرقمي
Abstract
تشير الدراسات والكتب التاريخية إلى أهمية الأسرة ودورها في التربية والتنشئة الاجتماعية منذ العصور التاريخية القديمة حيث؛ كانت الأسرة في الماضي هي المؤسسة الرئيسية في المجتمع، وتقوم بوظائف ومهام متنوعة ومتعددة كالمهام التربوية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية، ولكن مع تطور الإنسان والتغير الاجتماعي والحضاري الذي حدث وتراكم المعارف والثقافات، وتغلغل كل ما هو رقمي واتساع انتشاره على مدى الأعوام الماضية، وهو مستمر في النمو بشكلٍ كبير حيث تتحول التكنولوجيا الرقمية بشكلٍ متزايد نحو التشابك مع الحياة اليومية من التعليم المدرسي والتربية، إلى الانخراط الاجتماعي وحتى الأخلاقي فإن التطورات في التكنولوجيا الرقمية وسرعة انتشارها أصبح يلامس حياتنا بطرق مختلفة وفي أحيان كثيرة بطرق عميقة، وفي ظل هذا التوسع غير المنضبط للتعليم الرقمي وما ينجم عنه من مخاطر اجتماعية وأخلاقية جديدة غير مألوفة سابقا على مستوى الفرد والمجتمع، من هنا جاءت أهمية الأسرة في علاج تلك المخاطر والحد منها، فالأسرة هي البيئة الاساسية لجميع مجالات التربية الإيمانية والأخلاقية والاجتماعية، ولكي تقوم الأسرة بدورها على أكمل وجه عليها اتباع المنهج الرباني الذي منح كل فرد الإجابة الشافية والمعرفة الوافية بالطريق الواجب اتباعه، والسلوك الأمثل الواجب الاقتداء به، والخلق الفاضل الواجب التحلي به مما يضمن الاستقرار والأمان لكل أفراد الأسرة، وخاصة وإن غاية الإسلام هي تهذيب الخلق والعقيدة وهي أمانة أمام الله -تعالى- نحن مسؤولون عنها، فالمرء يُجزى على تأدية الحقوق المتعلقة بأسرته، إِنْ خيرا فخير وإلا غير ذلك، قال تعالى: (يأَيُّهَـا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَة)، وانطلاقا من هذه الأهمية نتناول الحديث عن حجم مسؤولية الأسرة في تربية الأبناء على الآداب العامة والأخلاق الكريمة وفق تعاليم الدين الإسلامي، ومن خلال ذلك سوف نحاول في هذا البحث الإجابة على التساؤل التالي: ما مدى أهمية الأسرة ودورها في التربية و التنشئة الاجتماعية وفق تعاليم القرآن الكريم والسنة في ظل التحول الرقمي؟