اجتماع سقيـــفة بني ساعدة 11هـ (أول تطبيق عملي للشورى بعد وفاة النبي )
الملخص
تكتسب المسألة التاريخية أهمية خاصة في ضوء ما يواجهنا من تحديات حضارية لا يمكن مقاومتها إلا إذا استشعرنا – أفراداً، وجماعات – أهمية الاستنطاق الواعي للماضي، وذلك بإقصاء تللك النظرة المبتورة التي تضع حواجز وهمية بين الماضي والحاضر وتتجاهل وجود رابط عميق بين الحدث والعبرة، ولعل أحد أسباب تناقص وعينا بأهمية الماضي أن البعض يكتفي عند دراسة الماضي بانتقاء أحداث إيجابية يتصور أنها ترضي غروره، وتمنحه دفعهَ انتشاء وزهو قد تنسيه حقيقة حاضره المتأزم.
لاشك أن مرحلة التاريخ الإسلامي تمتْل إحدى الحلقات المهمة في التاريخ البشري، ولعل مصدر أهمية هذه المرحلة أنها بدأت بلحظة حاسمة في تاريخ البشرية وهي لحظة نزول الرسالة الأخيرة متضمنة المنهج الإلهي الكفيل بإصلاح الحياة البشرية بمكوناتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وخلال ثلاث وعشرون سنة كان نزول الوحي، ووجود النبي r عامل أمن وطمأنينة لتلك الجماعة التي بدأت بعد الهجرة في إرساء دعائم دولتها الجديدة ، ولعل أحد أسباب هذه الوضعية المستقرة أن متلقي الوحي وهو النبي r هو الذي يشرف على تنفيذ تعاليمه بحكم موقعه السياسي على رأس هذه الدولة، وقد أسهمت هذه الوضعية في تقليل فرص الخلاف بين السلطة الدينية والسياسية، ذلك الخلاف الذي كان سبباً في كثير من الصراعات التي شهدتها أوربا إبان العصور الوسطى بين الكنيسة والأنظمة الحاكمة.