الحـداثـة و ما بعد الحـداثـة في علم الاجتماع المعاصر ( جـان فرانسـوا ليـوتار و زيغمـونت بومـن )
الملخص
شهدت الكلمة في العقود القليلة الماضية تغيرات جذرية في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجيا المتقدمة. لكن التحول من الاقتصاد الصناعي الذي يعتمد على المصانع إلى اقتصاد ما بعد الصناعة الذي يعتمد على تكنولوجيا المعلومات والتدفقات الإلكترونية للمعلومات والمعرفة كان أحد السمات الرئيسية التي تميز الحداثة عن ما بعد الحداثة.
أنتج المنظرون الكلاسيكيون المختلفون أفكارًا حول الحداثة تشترك في بعض النواحي في افتراضات مماثلة. ولكن منذ السبعينيات، كان هناك شعور واسع النطاق بين العديد من المنظرين الاجتماعيين، وهو ما يعكس تصورات في المجتمع الأوسع، بأن نسخة الحداثة التي لدينا اليوم تختلف في نواحٍ مهمة عن نسخة الحداثة التي حاول المنظرون الكلاسيكيون فهمها. لقد تضمن الماضي الرئيسي للنظرية الاجتماعية على مدى الأربعين سنة الماضية أو نحو ذلك محاولة تحديد شكل هذه الحداثة الجديدة وما ينبغي أن تسمى. وتشمل المصطلحات التي تمت صياغتها في هذا الصدد الحداثة الماضية، والحداثة المتأخرة، والحداثة السائلة، والحداثة المعولمة.
وقيل إن فهم هذه الظروف الجديدة يعني تبني طرق تفكير ورؤية جديدة ما بعد الحداثة بشكل صحيح من أجل رؤية ما كان يحدث. بحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصبح الكثيرون ينظرون إلى ما بعد الحداثة وما بعد الحداثة على أنها مفاهيم قديمة إلى حد ما.
في هذه الورقة، سأقوم أولاً بفحص السياقات المختلفة التي اشتق منها تفكير ما بعد الحداثة وأخذها بعين الاعتبار. ثم ألقي نظرة على اثنين من مفكري ما بعد الحداثة الرئيسيين ووجهات نظرهم المميزة وما هي الحداثة الماضية وما بعد الحداثة وخاصة جان فرانسوا ليوتارد وزيجمونت باومان. من خلال مراجعة ادعاءات ما بعد الحداثة، يمكننا التحرك نحو فهم ما قد يكون اليوم أكثر فائدة لعلم الاجتماع ومجتمعنا، ومعرفة ما إذا كان بإمكاننا تجنب الوقوع بين الوحدة والتشرذم كمجتمع قبلي يعيش في عالم معولم. عالم ما بعد الحداثة.