استنزاف المياه الجوفية وآثارها البيئية على منطقة الأصابعة
الملخص
يُعـد الماء العنصر الأساسي لحياة الإنسان والنبات والحيوان، فالماء هو المحرك الأول لحركة التطور والتقدم التي تشهدها كل بقاع الأرض، ولعل في قوله عز وجل :-
"وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ " (سورة الأنبياء ، الآية 30 ) ، أعظم دليل على أهمية الماء في حياتنا، وقد تناولت هذه الدراسة إحدى أهم المشكلات البيئية المعاصرة، وهي مشكلة استنزاف المياه الجوفية بمنطقة الأصابعة وآثارها البيئية .
تشهد منطقة الأصابعة تطوراً كبيراً في أغلب الميادين الاقتصادية والاجتماعية، شأنهُا في ذلك شأن المُـدن الليبية، التي استطاعت الخطط التنموية أن توفر أغلب احتياجات السكان البالغ عددهم (32000 نسمة) تبعاً لتعداد عام (2006ف) والذي يضم كلاً من )الهنشير والوسط والظاهر والشرف وجندوبة واسنان) سواء أكانت تلك الاحتياجات صحية أم تعليمية أم تجارية أم سياحية أم إدارية، وغيرها من المشروعات التنموية ، غير أن سدّ هذه الاحتياجات أصبح لا يتماشى مع عدد سكان المنطقة الذي وصل إلى (73000 نسمة) تقريباً وذلك وفقاً للنتائج الأولية للتعداد العام للسكان في سنة 2019 ف ،فأصبحت هناك فجوة بين عدد السكان المتزايد، وكمية المياه الجوفية المحدودة المتجددة نسبياً، فقد كان لخطة التنمية الخماسية(1981 – 1985 ف) دور فعّال في تنمية منطقة الدراسة، إذ بموجب هذه الخطة تم إصدار قرار لإعطاء منطقة الدراسة أهمية ، سرعان ما أدى إلى زيادة عدد السكان، عن طريق الهجرة من المدن النازحة من الحرب والعمالة الاجنبية إلى هذه المنطقة، بهدف إعادة التنظيم المكاني، ، وهو ناتج عن الظروف الطبيعية للمنطقة، التي يغلب عليها الطابع الجبلي .