تعقيبات الزجاج النحوية على أبي عبيدة في كتابه معاني القرآن وإعرابه
الملخص
تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن موضوع التعقيبات، وتناولت ما تعقب به الزجاج من مسائل نحوية في كتابه (معاني القرآن وإعرابه) على معربي القرآن، وخَصّت هذه الدراسة أبو عبيدة، وهو من علماء القرن الثالث الهجري(210ه)، والتعقيب علم سلكه السابقون في كتبهم، وترصعت به مؤلفاتهم، وهذا العلم يعد سبباً من أسباب التأليف، ولو لم يوجد هذا العلم لكانت معظم الكتب نسخا لسابقها، فالتعقيب له دوافع توصله إلى هذه الآراء محل الخلاف، وهو فن يحتاج إلى من له دراية عميقة باللغة وعلومها، فعند دراسة مسألة من المسائل لابد من توضيح الدوافع التي جعلت المتعقب يأبى آراء المتعقب عليه، ولا يستطيع أحد أن يغوص في أعماق أي مسألة إلا وله إلمام كبير بجميع جوانبها، وخاصة إذا كان العلم يتعلق بكتاب الله تعالى وفهم إعرابه، وكل ذلك يوصل إلى فائدة هذه التعقيبات، وما يستخلص من ورائها من فوائد في مجال النحو، وعلم النحو أحد هذه العلوم التي تبين الكثير من معانيه، ومن أجمل الكتب التي ازدهرت وبشكل كبير بهذه التعقيبات كتاب "معاني القرآن وإعرابه" لمؤلفه أبي إسحاق الزجاج، فقد وجدته يحوي الكثير من المسائل اللغوية والنحوية والصرفية، تعقب فيه معظم سابقيه من معربي القرآن، قام بتعقبهم ونقدهم وردها آرائهم في بعض الأحيان، فهذا الكتاب يعد من أكبر مؤلفات الزجاج، وقد سلطت عليه الضوء دراسات كثيرة، وفي هذا الدراسة سنسلط الضوء على جانب من هذه الموضوعات، ونخص منها ما تعقّب فيه على أبي عبيدة، في دراسة سميتها "تعقيبات الزجاج النحوية على أبي عبيدة في كتابه معاني القرآن وإعرابه" فسأقوم بجمع هذه التعقيبات وتصنيفها، والنظر في أصل هذه التعقيبات من حيث النشأة، وهل هي خلافات مذهبية ولها وجهة نظر، أم هي صحيحة تتبع أصول النحو المتعارف عليها عند النحاة.