المعرفة السياسية باعتبارها مكوناً من مكونات الحقل المعرفي
الملخص
تعدد أشكال المعرفة وتنوعها وصلة كل منها بالجماعات والقوى والمصالح الاجتماعية واختلاف مصادرها جعل منها كظاهرة معرفية بشكل عام ظاهرة معقده، ينطبق ما تقدم من قول على المعرفة السياسية كركن من أركان المعرفة لأي جماعه إنسانية وبصرف النظر عن بساطة تلك المعرفة أو تعقيدها.
وعليه كان البحث لإجراء تفكيك للظاهرة المعرفية السياسية بغرض الإحاطة بها وتبيان حدودها وحدود مكوناتها أي مجالاتها الرئيسية، وكذلك التعرف على نشأتها وتطورها وأصولها الفلسفية والسوسيولوجية، حيث أن هذا النوع من المعرفة – أي المعرفة السياسية – يظهر في المعتقدات، وتبدو أهميتها في التأكيد على قوة المعتقدات الجمعية، ويتم التعبير عنها في مختلف أوجه النشاط السياسي وردود فعل الرأي العام وكذلك في الخطب والأحاديث والمناظرات.
ولا تشترط هذه المعرفة وجود الدولة مسبقاً – حيث أن وجود المعرفة السياسية قد سبق نشأة الدولة – فهي موجودة في المجتمعات البدائية من خلال تصارع العشائر والقبائل، وتبرز بشكلٍ أكبر في الصراعات والنزاعات القائمة بين الجماعات والطبقات والأحزاب بل وحتى بين المجتمعات كما نراه اليوم.
واستخدمت المعرفة السياسية من قبل أصحاب الأيديولوجيات و اليوتوبيات وناقلي الأساطير والرموز، حيث يكون الهدف منها الدعوة إلى الفعل السياسي والانتصار على الخصوم، وتولي زمام الأمور عند جماعة معينة.