الكتابة ودورها في الإثبات في الدعوى الإدارية

الملخص

يشكل الاثبات في كافة الدعاوي سواء كانت مدنية أو تجارية أم جنائية أم إدارية جانباً إجرائياً هاماً، فهو الوسيلة التي توصل القضاء إلى الحقيقة وبدونه يصبح الحق في مهب الريح ولا تختلف أهمية الاثبات أمام القضاء الإداري عنها أمام القضاء العادي، إلا أنه يوجد اختلاف جوهري بينهما من حيث دور القاضي فيه، فالقاضي الإداري يلعب دوراً مؤثراً في الاثبات في الدعوى الإدارية، ويرجع هذا الأمر إلى طبيعة هذه الدعوى بصفة عامة فهي تنشأ بين طرفين غير متكافئين.

إن الإدارة وهي الأمينة على المصلحة العامة والقائمة على سير العمل الإداري تظل شخصيتها قائمة لا تتغير ولا تنتهي بانتهاء حياة العاملين بها، لذا كانت السجلات والملفات والأوراق التي أعدت بمختلف الجهات الإدارية يثبت بها الوقائع المتعلقة بالعمل الإداري والتي يطلق عليها الأوراق الإدارية.

فسير العمل الإداري وانتظامه يعتمد على الأوراق والمستندات الإدارية كما يعتمد على هذه الأوراق والمستندات في الاثبات أمام القضاء الإداري باعتباره الذاكرة الإدارية الموضوعية التي يرجع إليها عند الحاجة.