تمردات الإنكشارية على ضوء المصادر الأصلية في عهدي بايزيد الثاني وسليم الأول (886-926هـ/1481-1520م)
الملخص
يُعد هذا البحث محاولة علمية لوضع مرتسم تاريخي لجانب مهم وحساس في التاريخ العثماني، وهو تمردات الإنكشارية على ضوء المصادر الأصلية، وتكمن تلكم الأهمية في كونها صادرة من جهة رسمية واساسية (الجيش الإنكشاري) وحيث أنها كانت في فترة من الفترات تمثل احدى مراكز القوى في الدولة، ولها دورها البارز في توجيه شؤون الدولة سواء في السياسة الداخلية او الخارجية، ولذلك كان لتمردات الإنكشارية تأثيره الواضح في شؤون الدولة.
كانت فرقة الإنكشارية منذ نشأتها في نهاية القرن الثامن هجري / الرابع عشر ميلادي وطيلة القرنيين التاسع والعاشر الهجريين / الخامس والسادس عشر الميلاديين، تمثل عماد المؤسسة العسكرية العثمانية ومصدر قوتها في تحقيق الانتصارات على اعدائها، وبفضل هذه القوة العسكرية توسعت الدولة في ثلاث قارات لما اتصفت به من قدرة قتالية عالية وانضباط عسكري لا مثيل له.
تعتبر دراسة تمردات الإنكشارية وأثرها في الدولة العثمانية على جانب كبير من الأهمية التاريخية، وتكمن تلك الأهمية في مدى تأثيرها على مؤسسات الدولة عندما كانت في اوج قوتها وتوسعها، ونتيجة لكثرة حدوث التمردات في صفوف الإنكشارية ارتأينا تحديد فترة زمنية محددة ودراستها اعتماداً على بعض المصادر الاصلية، وقد حصرناها في عهدي السلطانيين بايزيد الثاني وسليم الأول (14-1520م)، اما بالنسبة للتحديد المكاني للبحث كان جلّه بالعاصمة العثمانية استانبول، إضافة إلى أماكن تواجد السلطان العثماني سيما اثناء الحملات الهاميونية / السلطانية، التي كثيراً ما يحدث بها تمرد لقوات الإنكشارية. اما بالنسبة لأسباب التمردات فلم نخصص لها مبحثاً محدداً، بل ناقشنا وبحثنا كل تمرد وطبيعته وأسبابه، كذلك النتائج المترتبة عليه.