الحقول الدلالية في المقدمات من كتاب (الموافقات في أصول الفقه) للإمام الشاطبيّ
الملخص
تمثل نظرية الحقول الدلالية طريقا جيّدا وحلا ناجعا لرصد المفردات المعجمية لأي نصٍّ لغويّ؛ إذ تقوم هذه النظريةُ على المفاهيم العامّة التي تؤلِّف بين مفردات اللُّغة ، فتُظهر مدى قوة الترابط بين مفردات الحقل الواحد، كما تُسهم في الكشف عن أوجه الشبه والاختلاف، وما يجمع تلك المفردات من علاقات، إضافة إلى المساهمة في الصناعة المعجميّة التي بدأ بها أسلافنا من خلال التطور الذي مرت وتمرّ به اللغة. فالحقول الدلالية ماهي إلاّ تسميةٌ غربيّة لبذرة عربيّةِ الأصل نُثرت في مؤلفات علمائنا الأوائل من رسائل، ومعاجم لغوية قامت على أساس تقسيم الألفاظ تبعا لمدلولاتها إلى محاور وألفاظ . فالفكرة عربيّة الأصل، والنظرية غربيّة المنهج.
واشتملت الدراسة على عدة حقول دلالية اتسمت فيها المفردات اللغوية ضمن نصّ المؤلِّف بقوة الترابط ، ومتانة الاتصال، ووضوح المعنى. كالحقول الدلالية التي تتعلق بالإنسان وصفاته وأسمائه وأعضائه وحواسه وما يترتب عليه من طاعة وتوحيد للواحد الأحد ، وما يتوجب عليه من أحكام شرعية في مواءمة تجلت فيها المقدرة اللغوية للإمام الشاطبيّ.