سمات القصيدة الحداثية؛ صلاح عبد الصبور نموذجًا
الملخص
شغلت الحداثة بمفهومها الأدباء والنقاد ما بين مؤيد ومعارض، ومشجع ومناهض، مما جعلنا نتوجه للكشف عن سمات القصيدة الحداثية وما تمايزت به عن القصيدة الكلاسيكية بداية من الخروج على العروض الخليلي، وانتهاء بما تحمله من مضامين فكرية تتوافق مع معطيات العصر الحديث ومستجداته الثقافية.
وانطلق الشاعر الحداثي متفلتًا من القيود الكلاسيكية للقصيدة محاكيًا للغرب في طرحه، متأثرًا بالتغيرات التي طرأت على المجتمع؛ فكريًّا، وثقافيًّا، وغاص الشاعر الحداثي في أعماق الثقافة الإنسانية متخذًا من الرموز والأساطير مادة يشبع بها رغباته، ويوظف من خلالها رؤياه الجديدة، وتوجه البحث للكشف عن هذا المتغيرات التي أصابت القصيدة الحداثية وجعلتها متفردة عن غيرها، فهي قصيدة تمردت على العروض الخليلي القديم فاتخذت نظام التفعيلة بدلًا من البحر العروضي، كما ثارت على اللغة التقليدية لتصنع لنفسها لغة خاصة تتواكب والمستجدات العصرية، كما يهدف البحث الكشف عن الرؤى الفكرية والثقافية للشاعر الحداثي وما يستخدمه من رموز وأساطير وتكثيف للغة وتحميلها طاقات جديدة.
وواجه البحث صعوبة فهم اللغة الشعرية الحداثية وإدراك ما ورائيات التكثيف الذي يصل إلى حد الضبابية في بعض القصائد، وكذلك فهم الرمز والأساطير المستخدمة وإسقاطها على الواقع، وقد توصل البحث إلى عدة نتائج أهمها: تأثر الشاعر باللغة الحياتية العادية، وانطباع ذلك على أشعاره متأثرًا بالأدب الغربي، كما برع الشاعر في توظيف الرمز الأسطورة بطريقة أثرت النص وجعلت له تأويلين، تأويل ظاهري، وتأويل معبر عن الدلالة المحايثة المقصودة وتفهم بفهم الأبعاد الخارجية للقصيدة.
وتوصل البحث لعدة توصيات أهمها: التوصية بالمزيد من الدراسات الفنية والنقدية لشعر الحداثة لكشف رمزياتهم، واكشف انعكاس الشعر لقضايا المجتمع ومواكبته له.