التضمين والنيابة في تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب القيسي ( ت: 437 )
الملخص
الحمد لله، والسلام على صفوة خلق الله سيدنا محمد خاتم النبيئين، وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه، ومن اتّبعه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا كثيرًا .
لا يخفى على أحد ما لقيته الأدوات (حروف المعاني) من عناية واهتمام من قبل علماء العربية قديمًا وحديثًا، سواء في ذلك من درسها في طيّات كتب النحو، أو من درسها مستقلة وأفردها بكتب خاصة كالزجاجي في كتابيه ( حروف المعاني والصفات ) و ( اللامات )، والرماني في (حروف المعاني) والهروي في ( الأزهية )، والمرادي في ( الجنى الداني ) والمالقي في ( رصف المباني ) وابن هشام في ( المغني ) .... وغيرهم .
والجانب الذي توجهنا إليه في دراسة الأدوات هو ربطها بالتفسير القرآني، فحاولنا دراسة قضية مهمة في الأدوات هي (التضمين والنيابة) من خلال علم من أعلام النحو واللغة والقراءات والتفسير، ألا وهو مكي بن أبي طالب القيسي معتمدين على كتابة في التفسير ( كتاب لهداية إلى بلوغ النهاية).
إن قضية التضمين والنيابة تخص أغلب حروف المعاني ولكننا في هذه الدراسة سنقصرها على حروف الجر فقط، فالمتتبع لها يدرك أهمية دراستها تحت موضوع ( حروف الجر في تفسير الهداية).
فحروف الجر بالغة الأهمية في بناء الجملة ، فهي مفاصل أساسية في تركيب الكلام وصوغه من جهة الدلالة على المعنى ، إذ تقوم بدور الربط بين مفرداتها لتوضيح العلائق فيما بينها .