التشريك في النية وأثره في العبادات
الملخص
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً. وبعد
فإن الله - عز وجل - أمرنا بالعبادة في قوله: )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ(، وذكر أن سبب خلقه لنا هو عبادته تعالى، في قوله: )وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(، ثم بين لنا كيف نعبده، وذلك بإخلاص العبادة له في آيات كثيرة منها قوله: )إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ( وقوله : )وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ(.
وقد اتفق العلماء أن العمل يحتاج إلى نية كما بيّنه لنا النبي - r - في قوله: ) إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى...))، ([1]) وأن الأصل إن لكل عبادة نية خاصة بها، إلا أن هذا الأصل له استثناء، وذلك إذا اتحدت الأسباب واتفقت المقاصد ، فيمكن أن تداخل العبادات ويصح التشريك في النية بين عبادتين في عمل واحد.