الدولة الهشة في أفريقيا وإشكالية بناء الدولة الوطنية

الملخص

لطالما كانت وتزال مناطقة مختلفة من القارة الافريقية تعد واحة من المناطق المهمشة ، استراتيجياً ، واقتصادياً ، وسياسياً ، طيلة حقبة الحرب الباردة ، الا أن التطورات التي شهدتها المنطقة خلال العقد الأخير جعلتها تكتسب قيمة استراتيجية دولية ، واعطتها مكانة هامة ي التوازنات والصراعات الدولية التي تشهدها القارة الافريقية ، وبذلك اصبحت المنطقة تحظى بأهمية كبرى ضمن أولويات واهتمامات القوى الدولية التقليدية في المنطقة مثل فرنسا ، والقوى الكبرى خاصة الولايات المتحدة والصين وروسيا .

  ان فشل الدولة في القارة الافريقية ، شجع صعود فواعل أخرى تحاول سد الفراغ الذي تركته السلطة المركزية ، وابرزها هذه الفواعل هي الجماعات الإرهابية ومجموعات الجريمة المنظمة ، والتهريب ( الأسلحة والبشر والتجارة بالأعضاء والمخدرات وغيرها ... ) خصوصا مع اتساع المنطقة الامر الذي ساعدة في زيادة هذه الظواهر بشكل كبير وسريع ، فالدولة في القارة الافريقية ، من بين اكثر دول العالم التي تشهد حالة من الانهيار والانفلات الأمني وما يخلفه من اثار سلبية على بناء الدولة الوطنية القوية وعلى سكان المطقة حيث أصبحت المنطقة المرصد الأساسي لكثير من المشاكل التي ترتبط في الغالب بعدم توفر أدنى مستويات الحياة للأفراد الي غياب مفهوم الدولة وحالة الفشل والهشاشة ، و الضعف الأمني والاقتصادي والاجتماعي ، كل هذا أدى الي ظهور العديد من المؤشرات والتحديات التي ساعدة على ضعف الدولة في القارة الافريقية .

  تحاول الدراسة التعرف على المفاهيم الجديدة التي يتم من خلالها وضع اطار نظري في مفهوم الهشاشة ، ذلك من خلال التعرف على اهم الركائز الأساسية في توضيح مظاهر الهشاشة مثل : العنف ، العدالة ، مؤسسات شاملة وخاضعة للمساءلة ، الشمول الاقتصادي والاستقرار ، والقدرة على الحد من الاثار التي تخلفها الصدمات والكوارث الاجتماعية والاقتصادية والبيئية ، كما تحاول مناقشة كيف ان هذه الهشاشة ، هي قيد رئيسي على التنمية في افريقيا.