تأثير أدخنة مصانع الاسمنت وعوادم السيارات على تواجد الاشنات في مدينة لبدة
الملخص
إهتمت هذه الدراسة بمعرفة مدى تأثر الاشنات بالملوثات الجوية مثل اكاسيد الكبريت والنيتروجين ..
لذا فقد ركزت هذه الدراسة بمسح و تشخيص أهم الاشنات في البيئة المحلية و بالتالي إمكانية استخدامها كمؤشر لتلوث الهواء الناجم عن مخلفات حرق وقود السيارات بسبب حركة وسائط النقل و حرق الوقود الأحفوري بمحطة التحلية و الدخان الناتج عن مصنعي الاسمنت (لبدة- المرقب (و حركة السفن في الميناء وحيث تعتبر الاشنات من افضل حالات التعايش والتكافل في المملكة النباتية , ولها دورا بارزا في تثبيت التربة وتكوينها الصخري , كما برزت اهميتها منذ القرن الماضي باعتبارها دليل حيوي على تلوث الهواء في الاماكن القريبة من المصانع ووسائل المواصلات بسبب قدرة جسم الاشن على تخزين المواد الثقيلة الكبريت واكاسيد النيتروجين.
تم تجميع عدد من العينات الاشنية وصنفت حسب مفاتيح التصنيف ووجد على الاقل اربع انواع سائدة في المنطقة وتشمل الاشنات القشرية مثل Lecidea والورقية مثل Xanthoria
وتتاثر مدينة لبدة بمصادر التلوث المحيطة بها مثل قربها من الطريق الساحلي والفرعي ومصانع الاسمنت بالمنطقة وقربها من محطة توليد الطاقة .
وعليه فان المدينة الاثرية تتاثر بهذه المصادر ويوجد بها تراكيز عالية من الملوثات وتستعمل الأشنات كمؤشرات حيوية فعالة للتغيرات في محتوى الهواء الجوي من مواد مختلفة، ونظراً لحساسيتها وسرعة امتصاصها لمختلف هذه المواد. كما أظهرت عديد من الدراسات ارتباط تركيز العناصر المختلفة في الجسد الاشني وما يحتويه الهواء الجوي حولها من هذه العناصر، وبعد الأشنات عن مصادر التلوث.
والاشنات كائنات معمرة، وهذا يجعلها عرضة للتلوث لفترات طويلة من عمرها، وهي متغيرة في محتواها من الرطوبة Poikilohydric تبعاً لطبيعة الهواء من حولها وما يحتويه من رطوبة. وتترسب المواد العالقة في الهواء سواء بصورة جافة أو رطبة (ايروسولات)على الجسد الاشني الذي يمتص هذه المواد، كما يمكن لبعض الأشنات امتصاص عناصر إضافية من الوسط الذي تنمو عليه مثل الصخور والتربة.
ونظراً إلى هذه الصفات، فالأشنات حساسة للإضطرابات الناتجة عن النشاط الإنساني التي تعمل على تلوث البيئة، كما يمكن الاعتماد على الأشنات النامية في منطقة ما لفترة طويلة في التعرف على الظروف البيئية المحلية التي عاصرتها هذه الأشنات، وهذا يعطي انعكاساً طويل المدى لهذه الظروف.
وتعتمد الأشنات في امتصاصها للعناصر من البيئة التي تنمو فيها على التبادل الأيوني السلبي passiveionexchange بصورة كلية أو جزئية، ويعني ذلك ان الجسد الاشني يمتص العناصر الغذائية التي يحتاجها في نموه، بالإضافة إلى عناصر أخرى ليست ضرورية لنموه، بل وقد تكون ضارة ومهلكة، مثال ذلك كاتيونات المعادن الثقيلة (Dillman, 1996).
وبصفة عامة، هناك ارتباط معنوي موجب بين مستويات تلوث الهواء الجوي في منطقة ما، والضرر الناتج لخلايا وأنسجة الأشنات خاصة تحت الظروف الرطبة. أما في المناطق الجافة، فإن الجسد الأشني يعاد ترطيبه لفترات قصيرة بالمقارنة بالمناطق الرطبة، وينتج عن ذلك توترات مائية moisture Stress تتداخل مع تلوث الهواء الجوي بالعناصر الضارة. مما يعجل من تلف خلايا وموت أنسجة الجسد الأشني، خاصة في الأنواع الحساسة.
وعادة ما يتم جمع عينات من عشائر الأشنات المنتشرة في الطبيعة، ثم تجفف وتطحن، وتحلل كيميائياً للتعرف على العناصر المتراكمة داخل أجسادها، وتقارن النتائج المتحصل عليها بعينات أخرى لأشنات نامية في مناطق ملوثة.
(Cabrall, 2003 Chettri et al., 1998; Branquinho et al., 1997)