آثار الحرب الروسية الأوكرانية على إنتاج واستهلاك الغذاء العالمي

الملخص

لقد هدفت هذه الدراسة إلى معرفة الآثار الاقتصادية المترتبة عن الحرب الروسية ضد أوكرانيا، إلى جانب استخلاص الدروس من نتائج الحرب الروسية على أوكرانيا في المجال إنتاج واستهلاك الغذاء.

على الصعيد العالمي، تعتبر مساهمات روسيا وأوكرانيا في مجال إنتاج وتوزيع الغذاء ذات أهمية قصوى. وتحمل روسيا لقب أكبر مصدر عالمي للقمح، في حين تؤمن أوكرانيا مكانها كخامس أكبر مصدر للقمح. وتتولى هاتان الدولتان بشكل جماعي مسؤولية توريد 30% من القمح العالمي، و32% من الشعير، و52% من زيت عباد الشمس. وتمثل جهودهم المشتركة ما يزيد على ثلث صادرات الحبوب العالمية، كما تمارس روسيا أيضاً نفوذاً كبيراً في سوق الطاقة العالمي؛ حيث تمثل 18 %من صادرات الفحم العالمية، و11% من النفط، و10%% من الغاز. كما احتلت روسيا أيضًا المرتبة الأولى في العالم في تصدير الأسمدة النيتروجينية والمورد الرئيسي الثاني للأسمدة البوتاسية والفوسفورية. وتقدر صادرات روسيا بنحو 14 % من إجمالي التجارة العالمية للأسمدة النيتروجينية (اليوريا) والأمونيا)، ونحو21  %من أسمدة البوتاسيوم و13% من صادرات الفوسفات المنظمة العالمية للأغذية والزراعة، ((2022.

ولتلبية متطلبات المستهلكين، تعتمد العديد من الدول بشكل كبير على واردات الغذاء والطاقة والأسمدة من روسيا وأوكرانيا. ويعتمد ما يقرب من 50 دولة في جميع أنحاء العالم على هذين البلدين للحصول على ما لا يقل عن 30% من إمداداتها من القمح، حيث تعتمد 26 منها عليهما في أكثر من 50%. ونتيجة للأزمة، حدثت زيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية والطاقة. وفي الفترة من مايو 2021 إلى فبراير 2022، شهد مؤشر أسعار الغذاء، الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ارتفاعًا كبيرًا من 91.1 إلى 140.7، ثم ارتفع مرة أخرى إلى 159.3 في مارس 2022، مسجلاً زيادة بنسبة 18.6% خلال عام واحد. شهر، ((2022.

 وفي سبيل تحقيق ذلك فقد اعتمدت الدراسة على توظيف المنهج الوصفي الذي يتميز المنهج الوصفي بطريقته الواقعية في التعامل مع مشكلة البحث، حيثُ يُعد هذا المنهج منهجًا مناسبًا لمثل هذه الموضوعات التي تدور حول الظواهر أو المشكلات الاجتماعية والإنسانية، ومن ثم الحصول على الوصف الكيفي الذي يتمثل في سلوك خارجي للظواهر، والوصف الكمي الذي يتمثل في الوصول إلى أرقام تتعلق بالمشكلة أو الظاهرة، أو أرقام لها دلالة في علاقة الظاهرة بالظواهر المحيطة.، يحد المنهج الوصفي من تدخلات الباحثين؛ لذا تظهر النتائج بصورة موضوعية؛ نظرًا لاشتقاقها بطريقة دقيقة.

وقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج، لعلَّ من أهمها أنَّ السوابق التي وضعتها العقوبات على روسيا بعض الحكومات تؤدي إلى إعادة تقييم سياسات إدارة الاحتياطيات، ويمكن أن يتسارع تطوير التقنيات المالية اللامركزية.